الأحد، 10 يونيو 2018

26.خبر عجيب ونبأ غريب في الدجال

26. خبر عجيب ونبأ غريب في الدحال
 
خَبَرٌ عَجِيبٌ ، وَنَبَأٌ غَرِيبٌ

قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي " كِتَابِ الْفِتَنِ " : حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَيْنَ أُذُنَيْ حِمَارِ الدَّجَّالِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، وَخُطْوَةُ حِمَارِهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، يَخُوضُ الْبَحْرَ كَمَا يَخُوضُ أَحَدُكُمُ السَّاقِيَةَ ، وَيَقُولُ : أَنَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَهَذِهِ الشَّمْسُ تَجْرِي بِإِذْنِي ، أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أَحْبِسَهَا؟ فَتُحْبَسُ الشَّمْسُ ، حَتَّى يُجْعَلَ الْيَوْمُ كَالشَّهْرِ وَالْجُمُعَةِ ، وَيَقُولُ : أَتُرِيدُونَ أَنْ أُسَيِّرَهَا؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ . فَيُجْعَلُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ ، وَتَأْتِيهِ الْمَرْأَةُ فَتَقُولُ : يَا رَبِّ; أَحْيِ لِي ابْنِي ، وَأَحْيِ لِي زَوْجِي . حَتَّى إِنَّهَا تُعَايِنُ شَيَاطِينَ عَلَى صُوَرِهِمْ ، . وَبُيُوتُهُمْ مَمْلُوءَةٌ شَيَاطِينَ ، وَيَأْتِيهِ الْأَعْرَابُ فَتَقُولُ : يَا رَبَّنَا ، أَحْيِ لَنَا إِبِلَنَا وَغَنَمَنَا . فَيُعْطِيهِمْ شَيَاطِينَ أَمْثَالَ إِبِلِهِمْ وَغَنَمِهِمْ ، سَوَاءً بِالسِّنِّ وَالسِّمَةِ ، فَيَقُولُونَ : لَوْ لَمْ يَكُنْ هَذَا رَبَّنَا لَمْ يُحْيِ لَنَا مَوْتَانَا . وَمَعَهُ جَبَلٌ مِنْ مَرَقٍ وَعُرَاقِ [ ص: 212 ] اللَّحْمِ ، حَارٌّ لَا يَبْرَدُ ، وَنَهْرٌ جَارٍ ، وَجَبَلٌ مِنْ جِنَانٍ وَخُضْرَةٍ ، وَجَبَلٌ مِنْ نَارٍ وَدُخَانٍ ، يَقُولُ : هَذِهِ جَنَّتِي وَهَذِهِ نَارِي ، وَهَذَا طَعَامِي وَهَذَا شَرَابِي . وَالْيَسَعُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، مَعَهُ يُنْذِرُ النَّاسَ مِنْهُ; يَقُولُ : هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ فَاحْذَرُوهُ ، لَعَنَهُ اللَّهُ . وَيُعْطِيهِ اللَّهُ مِنَ السُّرْعَةِ وَالْخِفَّةِ مَا لَا يَلْحَقُهُ الدَّجَّالُ ، فَإِذَا قَالَ : أَنَا رَبُّ الْعَالَمِينَ . قَالَ لَهُ النَّاسُ : كَذَبْتَ . وَيَقُولُ الْيَسَعُ : صَدَقَ النَّاسُ . فَيَمُرُّ بِمَكَّةَ ، فَإِذَا هُوَ بِخَلْقٍ عَظِيمٍ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ : أَنَا مِيكَائِيلُ ، بَعَثَنِي اللَّهُ أَنْ أَمْنَعَهُ مِنْ حَرَمِهِ . وَيَمُرُّ بِالْمَدِينَةِ ، فَإِذَا هُوَ بِخَلْقٍ عَظِيمٍ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ : أَنَا جِبْرِيلُ ، بَعَثَنِي اللَّهُ لِأَمْنَعهُ مِنْ حَرَمِ رَسُولِهِ . فَيَمُرُّ الدَّجَّالُ بِمَكَّةَ ، فَإِذَا رَأَى مِيكَائِيلَ وَلَّى هَارِبًا ، فَيَصِيحُ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْ مَكَّةَ مُنَافِقُوهَا ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ كَذَلِكَ . وَيَأْتِي النَّذِيرُ إِلَى الَّذِينَ فَتَحُوا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَمَنْ تَأْلَّفَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ وَخَلَفَكُمْ فِي ذَرَارِيِّكُمْ " . قَالَ : " فَيَتَنَاوَلُ الدَّجَّالُ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَاقْتُلُوهُ . فَيُنْشَرُ فَيَقُولُ : أَنَا أُحْيِيهِ ، قُمْ . فَيَأْذَنُ اللَّهُ بِإِحْيَائِهِ ، وَلَا يَأْذَنُ بِإِحْيَاءِ نَفْسٍ غَيْرِهَا ، فَيَقُولُ : أَلَيْسَ قَدْ أَمَتُّكَ ثُمَّ أَحْيَيْتُكَ؟ فَيَقُولُ : الْآنَ قَدِ ازْدَدْتُ فِيكَ يَقِينًا; بَشَّرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّكَ تَقْتُلُنِي ، ثُمَّ أَحْيَا بِإِذْنِ اللَّهِ لَا بِإِذْنِكَ . فَيُوضَعُ عَلَى جِلْدِهِ صَفَائِحُ مِنْ نُحَاسٍ ، فَلَا يُحِيكُ فِيهِ سِلَاحُهُمْ ، فَيَقُولُ : اطْرَحُوهُ فِي نَارِي . فَيُحَوِّلُ اللَّهُ ذَلِكَ الْجَبَلَ عَلَى النَّذِيرِ جِنَانًا ، فَيَشُكُّ النَّاسُ فِيهِ ، وَيُبَادِرُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَإِذَا صَعِدَ عَلَى عَقَبَةِ أَفِيقَ [ ص: 213 ] وَقَعَ ظِلُّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَيُوَتِّرُونَ قِسِيَّهُمْ لِقِتَالِهِ ، فَأَقْوَاهُمْ مَنْ يُوَتِّرُ وَهُوَ بَارِكٌ ، أَوْ جَالِسٌ مِنَ الْجُوعِ وَالضَّعْفِ ، وَيَسْمَعُونَ النِّدَاءَ : جَاءَكُمُ الْغَوْثُ . فَيَقُولُونَ : هَذَا كَلَامُ رَجُلٍ شَبْعَانَ . وَتُشْرِقُ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ، وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَيَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، احْمَدُوا رَبَّكُمْ وَسَبِّحُوهُ . فَيَفْعَلُونَ ، وَيُرِيدُونَ الْفِرَارَ ، فَيُضَيِّقُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْأَرْضَ ، فَإِذَا أَتَوْا بَابَ لُدٍّ فِي نِصْفِ سَاعَةٍ ، فَيُوَافُونَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَإِذَا نَظَرَ الدَّجَّالُ إِلَى عِيسَى قَالَ : أَقِمِ الصَّلَاةَ . فَيَقُولُ الدَّجَّالُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، قَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ . فَيَقُولُ عِيسَى : يَا عَدُوَّ اللَّهِ ، زَعَمْتَ أَنَّكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فَلِمَنْ تُصَلِّي؟ فَيَضْرِبُهُ بِمِقْرَعَةٍ فِي يَدِهِ فَيَقْتُلُهُ ، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْ أَنْصَارِهِ خَلْفَ شَيْءٍ إِلَّا نَادَى : يَا مُؤْمِنُ ، هَذَا دَجَّالٌ فَاقْتُلْهُ . إِلَى أَنْ قَالَ : فَتَمَتَّعُوا أَرْبَعِينَ سَنَةً ، لَا يَمُوتُ أَحَدٌ ، وَلَا يَمْرَضُ أَحَدٌ ، وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِغَنَمِهِ وَدَوَابِّهِ : اذْهَبُوا فَارْعَوْا . وَتَمُرُّ الْمَاشِيَةُ بَيْنَ الزَّرْعَيْنِ لَا تَأْكُلُ مِنْهُ سُنْبُلَةً ، وَالْحَيَّاتُ وَالْعَقَارِبُ لَا تُؤْذِي أَحَدًا ، وَالسَّبُعُ عَلَى أَبْوَابِ الدُّورِ لَا يُؤْذِي أَحَدًا ، وَيَأْخُذُ الرَّجُلُ الْمُدَّ مِنَ الْقَمْحِ ، فَيَبْذُرُهُ بِلَا حِرَاثٍ ، فَيَجِيءُ مِنْهُ سَبْعُمِائَةِ مُدٍّ ، فَيَمْكُثُونَ فِي ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتَّى يُكْسَرَ سَدُّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، فَيَخْرُجُونَ وَيُفْسِدُونَ مَا عَلَى الْأَرْضِ ، فَيَسْتَغِيثُ النَّاسُ ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ، وَأَهْلُ طُورِ سَيْنَاءَ هَمُ الَّذِينَ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيَدْعُونَ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ ذَاتَ قَوَائِمَ ، فَتَدْخُلُ فِي آذَانِهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى أَجْمَعُونَ ، وَتُنْتِنُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ، فَيُؤْذُونَ النَّاسَ بِنَتَنِهِمْ أَشَدَّ مِنْ حَيَاتِهِمْ ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِاللَّهِ تَعَالَى ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا يَمَانِيَّةً غَبْرَاءَ ، فَتَصِيرُ عَلَى النَّاسِ غَمًّا وَدُخَانًا ، وَتَقَعُ عَلَيْهِمُ [ ص: 214 ] الزُّكْمَةُ ، وَيُكْشَفُ مَا بِهِمْ بَعْدَ ثَلَاثٍ ، وَقَدْ قُذِفَتْ جِيَفُهُمْ فِي الْبَحْرِ ، وَلَا يَلْبَثُونَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَجَفَّتِ الْأَقْلَامُ ، وَطُوِيَتِ الصُّحُفُ ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ تَوْبَةٌ ، وَيَخِرُّ إِبْلِيسُ سَاجِدًا يُنَادِي : إِلَهِي ، مُرْنِي أَنْ أَسْجُدَ لِمَنْ شِئْتَ . وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الشَّيَاطِينُ ، تَقُولُ : يَا سَيِّدَنَا ، إِلَى مَنْ تَفْزَعُ؟ فَيَقُولُ : سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُنْظِرَنِي إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ، وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَهَذَا الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ . وَتَصِيرُ الشَّيَاطِينُ ظَاهِرَةً فِي الْأَرْضِ ، حَتَّى يَقُولَ الرَّجُلُ : هَذَا قَرِينِي الَّذِي كَانَ يُغْوِينِي ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْزَاهُ . وَلَا يَزَالُ إِبْلِيسُ سَاجِدًا بَاكِيًا ، حَتَّى تَخْرُجَ الدَّابَّةُ فَتَقْتُلُهُ وَهُوَ سَاجِدٌ ، وَيَتَمَتَّعُ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، لَا يَتَمَنَّوْنَ شَيْئًا إِلَّا أُعْطُوهُ ، وَبَرَزَ الْمُؤْمِنُونَ ، لَا يَمُوتُ مُؤْمِنٌ حَتَّى تَتِمَّ أَرْبَعُونَ سَنَةً بَعْدَ الدَّابَّةِ ، ثُمَّ يَعُودُ فِيهِمُ الْمَوْتُ وَيُسْرِعُ ، فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ ، وَيَقُولُ الْكَافِرُ : قَدْ كُنَّا مَرْعُوبِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَلَيْسَ يُقْبَلُ مِنَّا تَوْبَةٌ . فَيَتَهَارَجُونَ فِي الطُّرُقِ كَالْبَهَائِمِ ، حَتَّى يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ ، يَقُومُ وَاحِدٌ عَنْهَا ، وَيَنْزِلُ عَلَيْهَا آخَرُ ، وَأَفْضَلُهُمْ مَنْ يَقُولُ : لَوْ تَنَحَّيْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ كَانَ أَحْسَنَ . فَيَكُونُونَ عَلَى ذَلِكَ ، حَتَّى لَا يُوَلَدَ أَحَدٌ مِنْ نِكَاحٍ ، ثُمَّ يُعْقِمُ اللَّهُ النِّسَاءَ ثَلَاثِينَ سَنَةً ، إِلَّا الزَّوَانِيَ وَالزَّانِيَاتِ فَإِنَّهُنَّ يَحْبَلْنَ ، وَيَلِدْنَ مِنَ الزِّنَى ، وَيَكُونُونَ كُلُّهُمْ أَوْلَادَ زِنًى ، شِرَارَ النَّاسِ ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ " . كَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاتِمٍ الْمُرَادِيِّ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ ، فَذَكَرَهُ .

قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ : وَهَذَا الْحَدِيثُ شِبْهُ مَوْضُوعٍ ، وَأَبُو عُمَرَ مَجْهُولٌ ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ كَذَلِكَ ، وَشَيْخُهُ يُقَالُ لَهُ : الْبُنَانِيُّ . وَقَدْ أَنْبَأَنِي شَيْخُنَا الذَّهَبِيُّ إِجَازَةً - إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا - أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْيُونِينِيُّ ، أَنْبَأَنَا الْبَهَاءُ [ ص: 215 ] عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حُضُورًا ، أَنْبَأَنَا عَتِيقُ بْنُ صِيلَا ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عُلْوَانَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ دُوسْتَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الدَّجَّالُ يَتَنَاوَلُ السَّحَابَ ، وَيَخُوضُ الْبَحْرَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَيَسْبِقُ الشَّمْسَ إِلَى مَغْرِبِهَا ، وَتَسِيرُ مَعَهُ الْآكَامُ طَعَامًا ، وَفِي جَبْهَتِهِ قَرْنٌ مَكْسُورُ الطَّرْفِ ، يَخْرُجُ مِنْهُ الْحَيَّاتُ ، وَقَدْ صُوِّرَ فِي جَسَدِهِ السِّلَاحُ كُلُّهُ ، حَتَّى الرُّمْحُ وَالسَّيْفُ وَالدَّرَقُ " . قُلْتُ لِلْحَسَنِ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَا الدَّرَقُ؟ قَالَ : التُّرْسُ . ثُمَّ قَالَ شَيْخُنَا : هَذَا مِنْ مَرَاسِيلِ الْحَسَنِ ، وَهِيَ ضَعِيفَةٌ .

وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ فِي " كِتَابِ الْإِيمَانِ " : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَدِينِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَعْدُوَيْهِ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ ، مَعَهُ نَهْرَانِ ، أَحَدُهُمَا نَارٌ تَأَجَّجُ فِي عَيْنِ مَنْ يَرَاهُ ، وَالْآخَرُ مَاءٌ أَبْيَضُ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُغْمِضْ عَيْنَيْهِ ، وَلِيَشْرَبْ مِنَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا; فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْآخَرَ ، فَإِنَّهُ فِتْنَةٌ ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : كَافِرٌ ، يَقْرَؤُهُ مَنْ كَتَبَ ، وَمَنْ لَمْ يَكْتُبْ ، وَأَنَّ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مَمْسُوحَةٌ ، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ ، وَأَنَّهُ يَطْلُعُ مِنْ آخِرِ عُمُرِهِ عَلَى بَطْنِ الْأُرْدُنِّ عَلَى ثَنِيَّةِ فِيقَ ، وَكُلُّ أَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ بِبَطْنِ الْأُرْدُنِّ ، وَأَنَّهُ يَقْتُلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُلُثًا ، وَيَهْزِمُ ثُلُثًا ، وَيَبْقَى ثُلُثٌ ، فَيَحْجِزُ بَيْنَهُمُ اللَّيْلَ ، فَيَقُولُ بَعْضُ الْمُؤْمِنِينَ لِبَعْضٍ : مَا تَنْتَظِرُونَ أَنْ [ ص: 216 ] تَلْحَقُوا بِإِخْوَانِكُمْ فِي مَرْضَاةِ رَبِّكُمْ؟ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ طَعَامٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى أَخِيهِ ، وَصَلُّوا حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ ، وَعَجِّلُوا الصَّلَاةَ ، ثُمَّ أَقْبِلُوا عَلَى عَدُوِّكُمْ ، فَلَمَّا قَامُوا يُصَلُّونَ ، نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَإِمَامُهُمْ يُصَلِّي بِهِمْ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : هَكَذَا فَرِّجُوا بَيْنِي وَبَيْنَ عَدُوِّ اللَّهِ . فَيَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ ، فَيُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُونَهُمْ ، حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ وَالشَّجَرَ لَيُنَادِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، يَا مُسْلِمُ ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ . فَيُعِينُهُمُ اللَّهُ ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ ، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَخْرَجَ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، فَيَشْرَبُ أَوَّلُهُمُ الْبُحَيْرَةَ ، وَيَجِيءُ آخِرُهُمْ ، وَقَدِ انْتَشَفُوا ، فَمَا يَدَعُونَ فِيهَا قَطْرَةً ، فَيَقُولُونَ : كَانَ هَاهُنَا أَثَرُ مَاءٍ مَرَّةً . وَنَبِيُّ اللَّهِ وَأَصْحَابُهُ وَرَاءَهُمْ حَتَّى يَدْخُلُوا مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنِ فِلَسْطِينَ ، يُقَالُ لَهَا : بَابُ لُدٍّ . فَيَقُولُونَ : ظَهَرْنَا عَلَى مَنْ فِي الْأَرْضِ ، فَتَعَالَوْا نُقَاتِلُ مَنْ فِي السَّمَاءِ . فَيَدْعُو اللَّهَ نَبِيُّهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، عِنْدَ ذَلِكَ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قُرْحَةً فِي حُلُوقِهِمْ ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ بَشَرٌ ، وَتُؤْذِي رَيحُهُمُ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَدْعُو عِيسَى عَلَيْهِمْ ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا تَقْذِفُهُمْ فِي الْبَحْرِ أَجْمَعِينَ " . قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ : هَذَا إِسْنَادٌ صَالِحٌ . قُلْتُ : وَفِيهِ سِيَاقٌ غَرِيبٌ ، وَأَشْيَاءُ مُنْكَرَةٌ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا الْأَثَرُ فِي قُرَيْشٍ يَلِيهِ بَرُّهُمْ بِبَرِّهِمْ ، وَفَاجِرُهُمْ بِفَاجِرِهِمْ ، حَتَّى يَدْفَعُوهُ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ " . وَفِي لَفْظٍ : " بَرُّهُمْ بِبِرِّهِ ، وَفَاجِرُهُمْ بِفُجُورِهِ " . قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ : وَهُوَ الْأَصَحُّ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق