58. ذكر أن أول من تنشق عنه الأرض يوم
القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذِكْرُ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى أَبُو صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا هِقْلٌ ، يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخَ ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ . وَقَالَ هُشَيْمٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ " . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ [ ص: 367 ] عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي ؟ ) . وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِقَرِيبٍ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ . وَالْحَدِيثُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ : " أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ، فَأَجِدُ مُوسَى بَاطِشًا بِقَائِمَةِ الْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي ، أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ ) . فَذِكْرُ مُوسَى فِي هَذَا السِّيَاقِ فِيهِ نَظَرٌ ، وَلَعَلَّهُ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ; دَخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ ; فَإِنَّ التَّرْدِيدَ هَاهُنَا فِيهِ لَا يَظْهَرُ ، لَا سِيَّمَا قَوْلُهُ : " أَمْ جُوزِيَ بَصعْقَةِ الطُّورِ " . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا أَيْضًا : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، هُوَ ابْنُ دِينَارٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، وَابْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : كَانَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَبَيْنَ يَهُودِيٍّ مُنَازَعَةٌ ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : وَالَّذِي اصْطَفَي مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ . فَلَطَمَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَتَى الْيَهُودِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " يَا يَهُودِيُّ ) ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ، فَأَجِدُ مُوسَى مُتَعَلِّقًا بِالْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي هَلْ كَانَ قَبْلِي ، أَوْ جُوزِيَ بِالصَّعْقَةِ ) . وَهَذَا مُرْسَلٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَالْحَدِيثُ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ [ ص: 368 ] بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ; وَفِي بَعْضِهَا أَنَّ اللَّاطِمَ لِهَذَا الْيَهُودِيِّ إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، لَا الصِّدِّيقُ . فَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَمِنْ أَحْسَنِهَا سِيَاقًا : " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَأَجِدُ مُوسَى بَاطِشًا بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي أَصَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي ، أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ ) . وَهَذَا كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ يَقْتَضِي أَنَّ هَذَا الصَّعْقَ يَكُونُ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ ، وَهُوَ صَعْقٌ آخَرُ غَيْرُ الْمَذْكُورِ فِي الْقُرْآنِ ، وَكَأَنَّ سَبَبَ هَذَا الصَّعْقِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ التَّجَلِّي ، يَعْنِي تَجَلِّيَ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ إِذَا جَاءَ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ ، فَيَصْعَقُ النَّاسُ كَمَا خَرَّ مُوسَى صَعِقًا يَوْمَ الطُّورِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عِنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَأَنِّي أَرَانِي أَنْفُضُ رَأْسِي مِنَ التُّرَابِ ، فَأَلْتَفِتُ ، فَلَا أَرَى أَحَدًا إِلَّا مُوسَى مُتَعَلِّقًا بِالْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي أَمِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ أَنْ لَا تُصِيبَهُ النَّفْخَةُ ، أَمْ بُعِثَ قَبْلِي " . وَهَذَا مُرْسَلٌ أَيْضًا ، وَهُوَ أَضْعَفُ . وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ [ ص: 369 ] الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا سَيِّدُ وَلَدٍ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَمُشَفَّعٍ ، بِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ تَحْتِي آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ ) . لَمْ يُخَرِّجُوهُ ، وَإِسْنَادُهُ لَا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَقَالَ غَيْرُ أَبِي سَلَمَةَ : عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ ( أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرُ ، ثُمَّ أَذْهَبُ إِلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ ، فَيُحْشَرُونَ مَعِي ، ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ فَيُحْشَرُونَ مَعِي ، فَأُحْشَرُ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ ) . وَقَالَ أَيْضًا : أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : ( هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، [ ص: 370 ] أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَالَ : مَا مِنْ فَجْرٍ يَطْلُعُ إِلَّا نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، حَتَّى يَحُفُّوا بِالْقَبْرِ ، يَضْرِبُونَ بِأَجْنِحَتِهِمْ ، وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى إِذَا أَمْسَوْا عَرَجُوا ، وَهَبَطَ مِثْلُهُمْ فَصَنَعُوا مِثْلَ ذَلِكَ ، حَتَّى إِذَا انْشَقَّتِ الْأَرْضُ خَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُوَقِّرُونَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَأَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُحْشَرُ النَّاسُ رِجَالًا ، وَأُحْشَرُ رَاكِبًا عَلَى الْبُرَاقِ ، وَبِلَالٌ بَيْنَ يَدَيَّ ، عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ ، فَإِذَا بَلَغْنَا مَجْمَعَ النَّاسِ نَادَى بِلَالٌ بِالْأَذَانِ ، فَإِذَا قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَدَّقَهُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ " . وَهَذَا مُرْسَلٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ |
للساعة علامات يهتدي بوقوعها المؤمنون ليحذروا شرور تلك الايام والزمان ويبتعدوا عما يغضب الرحمن فأقرأها
المصاحف
جواهر القران لأبي حامد الغزالي
كتاب جواهر القرآن أبو حامد الغزالي
كانت
المرأة قبل نزول سورة الطلاق....فأصبحت المرأة فأصبحت بعد نزولها />
الأحد، 10 يونيو 2018
58.ذكر أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق